Skip to main content

رأي- وحشية يتم تجاهلها

بينما أثار هجوم الأمس في باريس عن جدارة صدمة عميقة وغضباً دوليين، فإن هجوما آخر –وإن كان أكثر دموية- شنه مُتشددون إسلاميون في نفس اليوم على ما يبدو، قد مر مرور الكرام.

لقد قتل 37 شخصاً على الأقل، وجرح 66 آخرين في العاصمة اليمنية صنعاء، جراء انفجار قنبلة خارج أكاديمية شرطة؛ والتي استهدفت على نحو واضح طلاباً مُحتملين، كانوا قد اصطفوا استعداداً للالتحاق بها. ولم تعلن جهة مسؤوليتها عن هجوم صنعاء بعد، إلا أنه يحمل بصمات العديد من الهجمات الأخرى التي قام تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بتنفيذها في اليمن في السنوات الأخيرة.

وقد أصبحت هجمات تنظيم القاعدة أكثر تواتراً منذ سبتمبر/أيلول 2014، عندما قامت قوات الحوثيين؛ وهم جماعة مُسلحة من الشيعية الزيديين من شمالي اليمن، اشتبكت قواتهم من قبل مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، قامت بالسيطرة على العاصمة، ووقعت اتفاق سلام مع الحكومة. ومنذ ذلك الحين، أقام الحوثيون نقاط تفتيش مُسلحة في أنحاء العاصمة، وتمركزوا بمقاتليهم أمام مداخل المباني الحكومية، وقاموا بنشر مجموعات من المُقاتلين في مناطق عدة من المدينة. ولقد دأب تنظيم القاعدة على استهداف بعض هذه المواقع، كجزء من حملة ضد الحوثيين، ما جعل حياة سكان صنعاء محفوفة بالمخاطر.

ويبدو أن تواجد الحوثيين قد أدى إلى تصاعد هجمات تنظيم القاعدة على العاصمة، إلا أن التنظيم يقوم بشن هجمات منذ سنوات، من بينها العديد من الهجمات غير المشروعة على مدنيين. ومنذ تواجد الحوثيون في صنعاء، وقع أكبر هجوم في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2014، عندما قتل انتحاري من تنظيم القاعدة 42 شخصاً على الأقل أثناء احتشاد مُحتجين حوثيين في ميدان التحرير صنعاء.   

ومن المُثير للأسى، أن هجمات تنظيم القاعدة؛ مثل الهجوم الذي جرى تنفيذه يوم 7 يناير/كانون الثاني أصبحت مألوفة لدرجة أنها لم تعد تثير ولو مِثقال ذرة من الاهتمام والتعاطف الدولي اللذين استحقهما الهجوم على مجلة شارلي إبدو في باريس. إلا أنه بالنسبة إلى الضحايا وأسرهم، لا يقل حجم الألم والحزن عن ما خلفه هجوم باريس في شيء.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

المنطقة/البلد

الأكثر مشاهدة