Skip to main content

تصاعد الهجمات المعادية للسامية في أمريكا خلال التوترات الأخيرة في الشرق الأوسط

على مبعوث بايدن مكافحة معاداة السامية الفعلية، وليس التصدي لانتقاد إسرائيل

عناصر شرطة متأهبون أمام "كنيس إسرائيل الفتية في ريفردايل" حيث حُطِّمت النوافذ الزجاجية في نيويورك، 25 أبريل/نيسان 2021.   © 2021 Lev Radin/Sipa USA/AP Images

في 18 مايو/أيار، اعتدت مجموعة تلوّح بالعلم الفلسطيني على رواد مطعم كانوا يجلسون خارجا في لوس أنجلوس بعد أن سألوهم عما إذا كانوا يهود. بعد يومين، في مدينة نيويورك، ضرب مهاجمون شابا يرتدي قلنسوة في الشارع، بالقرب من مكان اشتبك فيه متظاهرون من أنصار إسرائيل وأنصار الفلسطينيين في اليوم نفسه.

تزامن القتال في مايو/أيار 2021 في إسرائيل وفلسطين مع ارتفاع في حوادث معاداة السامية في الولايات المتحدة، كما شهدنا سابقا، مع إضافة جديدة تمثلت في تعرّض اليهود لاعتداءات جسدية هذه المرة، وفقا للناطق باسم "رابطة مكافحة التشهير" لـ هيومن رايتس ووتش.

بعد أشهر فقط من رحيل رئيس أمريكي لم يُدن المتظاهرين في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا عام 2017 عندما هتفوا، "لن يحل اليهود محلنا"، تذكرنا هذه الاعتداءات بأن معاداة السامية ليست حكرا على اليمين المتطرف.

إدانة الانتهاكات الحقوقية الإسرائيلية أو دعم المقاطعة ضد إسرائيل لا يشكلان بحد ذاتهما معاداة للسامية. لكن عندما يُعامَل اليهود بالتبعية على أنهم متواطئون في الأذى الذي تلحقه الحكومة الإسرائيلية بالفلسطينيين، فذلك معاداة للسامية – تماما كما أن مهاجمة الأمريكيين الآسيويين نتيجة تعامل حكام الصين المستبدين فيروس "كورونا" تشكل جريمة كراهية. الادعاء أن معظم اليهود الأمريكيين يدعمون الحكومة الإسرائيلية – وهو ادعاء يشكك فيه استطلاع حديث للرأي – ليس عذرا.

أدانت إدارة بايدن هذه الهجمات المعادية للسامية، واصفة إياها بـ "المشينة"، لكنها لم ترشح بعد مبعوثا خاصا جديدا لمعاداة السامية في وزارة الخارجية. سيساهم ملء هذا المنصب في التعاطي مع معاداة السامية ومكافحتها في الولايات المتحدة وعالميا.

ينبغي لبايدن ضمان التزام المبعوث الذي يرشحه أيضا بإلغاء جهود إدارة ترامب لتصنيف أجزاء واسعة من انتقادات إسرائيل بأنها معاداة للسامية، الأمر الذي لم يخدم قضية محاربة معاداة السامية الفعلية.

حاول ائتلافان من المحللين والباحثين هذا العام أن يحددوا بدقة متى يتجاوز نقد إسرائيل الحد. أفادا أن ذلك يتضمن تصوير إسرائيل على أنها "جزء من مؤامرة عالمية شريرة لسيطرة اليهود على وسائل الإعلام أو الاقتصاد أو الحكومة أو غيرها من المؤسسات المالية أو الثقافية أو المجتمعية"، أو تطبيق صور أو رموز نمطية أخرى واضحة تثير تقليديا معاداة السامية. يُجمع الائتلافان على أن "نقد إسرائيل استنادا إلى أدلة"، حتى عندما يكون "مثيرا للجدل"، ليس معادٍ للسامية في ظاهره. من شأن مبعوث بايدن الخاص بمعاداة السامية، عبر تبني مثل أوجه التمييز هذه، إبراز متى يشكل انتقاد إسرائيل بالفعل كراهية ضد اليهود أو العكس.

ثمة أمر واحد واضح: الاعتداء على شخص يهودي أو توجيه شتائم عنصرية إليه نتيجةً لما قد تكون تفعله الحكومة الإسرائيلية هو معاداة للسامية.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة