Skip to main content

الصواريخ الفلسطينية قتلت في مايو/أيار مدنيين في إسرائيل وغزة

الهجمات العشوائية التي شنتها فصائل غزة هي جرائم حرب

صواريخ تطلق من قطاع غزة نحو إسرائيل مساء 11 مايو/أيار 2021.  © 2021 مجدي فتحي/نور فوتو عبر أسوشيتد برس

(القدس) – قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن الهجمات الصاروخية وقذائف الهاون التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية المسلحة أثناء القتال في مايو/أيار 2021 في قطاع غزة، والتي قتلت وجرحت مدنيين في إسرائيل وغزة، تنتهك قوانين الحرب وترقى إلى جرائم حرب. لدى السلطات الفلسطينية والإسرائيلية سجل طويل من التقاعس عن التحقيق في جرائم الحرب المزعومة، ما يُبرز أهمية إجراء "المحكمة الجنائية الدولية" تحقيق في السلوكين الإسرائيلي والفلسطيني.

أطلق الجناح العسكري لحركة "حماس" وفصائل فلسطينية مسلحة أخرى صواريخ وقذائف هاون باتجاه التجمعات السكانية الإسرائيلية، قتلت 12 مدنيا في إسرائيل وأصابت عشرات آخرين. وأخطأت بعض الذخائر أهدافها فقتلت وأصابت عددا غير محدد من الفلسطينيين في غزة. حققت هيومن رايتس ووتش في عدد من الهجمات التي قتلت مواطنين إسرائيليين، وفي صاروخ فلسطيني سقط بالخطأ فوق مدينة جباليا في قطاع غزة، فقتل سبعة مدنيين فلسطينيين وأصاب 15 آخرين.

قال إريك غولدستين، مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإنابة في هيومن رايتس ووتش: "انتهكت الفصائل المسلحة الفلسطينية بشكل صارخ الحظر على الهجمات العشوائية بموجب قوانين الحرب، إذ أطلقت خلال اشتباكات مايو/أيار آلاف الصواريخ غير الموجهة نحو المدن الإسرائيلية. يبرز تقاعس سلطات حماس والحكومة الإسرائيلية عن المساءلة بشأن جرائم الحرب المزعومة التي ارتكبتها قواتهما أهمية دور المحكمة الجنائية الدولية".

في أواخر يوليو/تموز، نشرت هيومن رايتس ووتش تقريرا عن الغارات الإسرائيلية في غزة في مايو/أيار، التي قتلت 62 من قرابة 129 مدنيا فلسطينيا أفادت "الأمم المتحدة" عن مقتلهم في غارات إسرائيلية. وجدت هيومن رايتس ووتش أن هذه الهجمات انتهكت قوانين الحرب وترقى إلى جرائم حرب. ستُصدر هيومن رايتس ووتش قريبا تقريرا عن الغارات الجوية الإسرائيلية التي دمرت أربعة أبراج في غزة أو ألحقت أضرارا جسيمة بها.

أفادت السلطات الإسرائيلية أن حماس وفصائل فلسطينية مسلحة أخرى أطلقت أكثر من 4,360 صاروخا وقذيفة هاون غير موجهة تجاه التجمعات السكانية الإسرائيلية بين 10 و21 مايو/أيار. أضافت أنه قُتل في إسرائيل عشرة مدنيين بالهجمات الصاروخية، ومدنيَين اثنين بقذائف الهاون، وأُصيب "عدة مئات". تسعة من المدنيين هم إسرائيليون، بينهم طفلان واثنان من مواطني إسرائيل الفلسطينيين، وثلاثة أجانب.

 قالت هيومن رايتس ووتش إن على سلطات حماس وقف الهجمات الصاروخية غير القانونية على التجمعات السكانية الإسرائيلية.

قابلت هيومن رايتس ووتش في يوليو/تموز 12 شخصا في إسرائيل وغزة شهدوا هجمات صاروخية فلسطينية أو هم أقارب لقتلى مدنيين. فحصت هيومن رايتس ووتش ضربتين صاروخيتين في إسرائيل قتلتا  ثلاثة مدنيين: ليا يُوم توف (63 عاما) قُتلت بشظايا معدنية من صاروخ فلسطيني على منزلها في ريشون لتسيون جنوب تل أبيب، مساء 11 مايو/أيار؛ ونادين عوض (16 عاما)، وخليل عوض (52 عاما)، اللذان قُتلا أمام منزلهما في قرية دهمش الفلسطينية وسط إسرائيل، على بُعد 20 كيلومتر تقريبا من تل أبيب، فجر 12 مايو/أيار.

وقعت الهجمات الصاروخية التي قتلت يُوم توف وعوض بعد أن أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان مساء 11 مايو/أيار أنها وجّهت "ضربةً صاروخيةً هي الأكبر لتل أبيب وضواحيها بـ 130 صاروخًا ردًا على استهداف العدو للأبراج المدنية". أصدر تحالف الفصائل الفلسطينية المسلحة، في 21 مايو/أيار، بيانا يبرر إطلاق الصواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية بالقول: "مقاومتنا... جعلت تل أبيب وعسقلان وأسدود وبئر السبع وكافة المدن المحتلة والمغتصبات والمواقع تحت النار رداً على العدوان الهمجي على أهلنا".

كما توصلت هيومن رايتس ووتش إلى أن صاروخا فلسطينيا قتل بالخطأ سبعة أشخاص في جباليا بقطاع غزة في 10 مايو/أيار. استندت هيومن رايتس ووتش في هذا الاستنتاج إلى مقابلات شهود، وزيارات ميدانية، ومعاينة لبقايا الصاروخ، ومراجعة مقاطع فيديو.

بموجب القانون الدولي الإنساني، أو قوانين الحرب، يجوز للأطراف المتحاربة استهداف الأهداف العسكرية فقط. كما عليها اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الضرر اللاحق بالمدنيين. تُحظر الهجمات المتعمدة على المدنيين والأعيان المدنية – تزعم حماس والفصائل المسلحة الأخرى أن الصواريخ التي أُطلقت على تل أبيب والمراكز السكانية الأخرى كانت ردا على الهجمات الإسرائيلية غير القانونية، ما يشير إلى أن هذه الهجمات هي هجمات متعمدة ضد المدنيين. كما تحظر قوانين الحرب الهجمات العشوائية، والتي تشمل الهجمات التي لا تميز بين الأعيان المدنية والعسكرية أو التي لا تستهدف أهدافا عسكرية. على الأطراف المتحاربة، بقدر الإمكان، تحاشي إطلاق نيران الإسلحة انطلاقا من المناطق بالمكتظة بالسكان أو جوارها، وأن تأخذ الاحتياطات الضرورية الأخرى لحماية المدنيين تحت سيطرتهم من الهجمات.  

 الشخص الذي يركب انتهاكا خطيرا لقوانين الحرب بقصد إجرامي - أي عمدا أو بتهور - مسؤول عن جرائم حرب. تفتقر الصواريخ وقذائف الهاون التي أطلقتها الجماعات المسلحة الفلسطينية إلى أنظمة توجيه وهي عرضة للإخفاق في إطلاقها، ما يجعلها غير دقيقة وبالتالي عشوائية بطبيعتها عند توجيهها نحو مناطق يقطنها مدنيون. إطلاق مثل هذه الصواريخ لمهاجمة مناطق مدنية هو جريمة حرب.

 في 12 مايو/أيار، أشار مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى أنه كان يراقب الوضع في غزة. على مكتب المدعي العام أن يدرج في تحقيقه بشأن فلسطين الهجمات الصاروخية الفلسطينية غير القانونية على إسرائيل، وكذلك الهجمات الإسرائيلية غير القانونية على غزة.

كما أطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة العديد من الصواريخ غير الموجهة خلال جولات القتال السابقة، في 2008 و2012 و2014 و2018 و2019. وقعت تلك الأعمال وسط إغلاق إسرائيلي كاسح لقطاع غزة، بدأ في 2007، والجهود التمييزية لإخراج الفلسطينيين من منازلهم في القدس الشرقية المحتلة. هذه السياسات والممارسات تشكل جزءا من جريمتَيْ الحكومة الإسرائيلية ضد الإنسانية المتمثلتين في الفصل العنصري والاضطهاد، بحسب ما وثقت هيومن رايتس ووتش.

في 27 مايو/أيار، شكل "مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة" لجنة تحقيق لمعالجة الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، بما يشمل تعزيز محاسبة المسؤولين والعدالة للضحايا. على اللجنة التدقيق في الهجمات غير القانونية التي ارتكبتها الفصائل الفلسطينية المسلحة أثناء قتال مايو/أيار. كما يجب أن تحلل السياق الأوسع، بما في ذلك المعاملة التمييزية للحكومة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. قالت هيومن رايتس ووتش إنه ينبغي تقديم نتائج اللجنة إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية والسلطات القضائية الأخرى ذات المصداقية التي تدرس الوضع.

على السلطات القضائية في الدول الأخرى أن تجري تحقيقات وملاحقات بموجب القوانين الوطنية بحق المتورطين بشكل موثوق في جرائم خطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية. على الحكومات أيضا دعم إعلان سياسي قوي يعالج الضرر الذي تسببه الأسلحة المتفجرة للمدنيين ويلزم الدول بتجنب استخدام الأسلحة المتفجرة التي لها آثار واسعة النطاق في المناطق المأهولة بالسكان.

قال غولدستين: "على سلطات حماس التوقف عن استخدام الانتهاكات الإسرائيلية لمحاولة تبرير الهجمات الصاروخية غير القانونية التي تقتل وتجرح المدنيين عشوائيا. قوانين الحرب هدفها حماية جميع المدنيين من الأذى".

الأعمال العدائية في مايو/أيار

أتى قتال مايو/أيار 2021 بعد سعي مجموعات مستوطنين يهود إلى طرد فلسطينيين يسكنون القدس الشرقية منذ فترة طويلة ومصادرة ممتلكاتهم. نظّم الفلسطينيون مظاهرات حول القدس الشرقية، فأطلقت قوات الأمن الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية، والرصاص الفولاذي المغلف بالمطاط، وجرحت مئات الفلسطينيين.

في 10 مايو/أيار، بدأت الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة بإطلاق الصواريخ نحو المراكز السكنية الإسرائيلية. نفذ الجيش الإسرائيلي هجمات على قطاع غزة المكتظ بالسكان بالقذائف الموجهة، والصواريخ، والمدفعية. استخدمت عديد من الهجمات التي شنها الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة ذخائر متفجرة ذات آثار واسعة النطاق في مناطق مأهولة. دخل وقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة حيّز التنفيذ في 21 مايو/أيار.

الهجمات الصاروخية الفلسطينية وقذائف الهاون تقتل وتصيب مدنيين في إسرائيل

من بين أكثر من 4,360 هجوما بالصواريخ وقذائف الهاون من قبل الفصائل الفلسطينية المسلحة، اخترق 3,573 "المجال الجوي الإسرائيلي"، وفقا للسلطات الإسرائيلية. قالت السلطات الإسرائيلية إن نظام دفاعها الجوي، المعروف بـ "القبة الحديدية"، اعترض نحو 90 % من الهجمات الصاروخية.

تسببت الهجمات في مقتل 13 شخصا في إسرائيل، بينهم 12 مدنيا بينهم طفلان، وجرح عدة مئات، بحسب السلطات الإسرائيلية. قالت السلطات إن الهجمات قتلت تسعة مدنيين بشكل مباشر، بينما توفي ثلاثة آخرون نتيجة حوادث أو سكتة قلبية أثناء ركضهم للاختباء مع اقتراب الصواريخ. كان من بين القتلى 12 مدنيا: تسعة إسرائيليين، منهم مواطنان فلسطينيان إسرائيليان؛ وثلاثة أجانب، اثنان من تايلاند وواحدة من الهند.

ليا يوم توف في ريشون لتسيون، 11 مايو/أيار

قُتلت ليا يوم توف (63 عاما) حوالي الساعة 8 مساء 11 مايو/أيار في ريشون لتسيون، جنوب تل أبيب، بعد سقوط صاروخ على منزلها. قال ابنها كفير يوم توف:

تقاعدت والدتي منذ عامين وكانت سعيدة. حياتها كانت مليئة بكل ما تحب أن تفعله. كانت روحانية جدا وتشكر الله على كل يوم. دعمتْ السلام ورأت الجانب الإيجابي والخير في كل إنسان. عرفتْ كيف تتواصل مع الآخرين وتطور علاقات جيدة معهم. اعتنت بالجميع. كانت معطاءة جدا. كانت تدرس الصحة الطبيعية، وأرادت تحسين حياة الآخرين بإعطائهم نصائح عن التغذية الجيدة والتفكير إيجابيا في حياتهم.

قال إنها كانت في المنزل بمفردها عندما سقط الصاروخ وقتلها فورا بشظايا الذخيرة:

عندما سمعتُ صفارات الإنذار وصوت وابل الصواريخ الكثيف في المنطقة، اتصلت بها للاطمئنان عليها، لكنها لم تجب. قدتُ السيارة إلى منزلها. كان الشارع مغلقا ومليئا بالجنود، والشرطة، والمسعفين. استغرق الأمر بعض الوقت للتعرف عليها والتأكد من مقتلها.

كانت معطاءة، ويصعب وصف الفراغ والمساحة التي خلّفتها.

عائلة عوض في دهمش، 12 مايو/أيار

قُتل خليل عوض (52 عاما)، وابنته نادين (16 عاما)، في هجوم صاروخي أمام منزلهما في قرية دهمش الفلسطينية وسط إسرائيل حوالي الساعة 3 صباح 12 مايو/أيار. وصفت سوزان عوض، زوجة خليل وأم نادين، الضربة الصاروخية:

قريتنا مهملة تماما، وليس لدينا خدمات أساسية وبنية تحتية مثل الملاجئ [للحماية من القصف]. قبل ليلتين من الهجوم، لم نكن نعرف ماذا نفعل وأين نذهب. ركضنا داخل المنزل وخارجه، وأحيانا كنا نركض إلى الشارع بحثا عن ملجأ، لكن لم يكن هناك ملجأ في المنطقة. لم نعرف أين نختبئ…

تلك الليلة، لم نستطع النوم بسبب صوت الصواريخ. كان صوت وابل الصواريخ في الحي ثقيلا وقويا، وكالعادة، لم نكن نعرف أين نختبئ. في كثير من الأحيان في هذا الوضع، لا نشعر بالأمان في المنزل، لذلك نهرب إلى الخارج، ولكن دون معرفة إلى أين نذهب بالضبط...

تلك الليلة، كان خليل ونادين مرعوبَين، وكان صوت الصواريخ وهي تسقط قريبا جدا، فقررا مغادرة المنزل بحثا عن الحماية خارجا عند مدخل المنزل. نعيش في طابق أرضي، وله ثلاث درجات فقط عند المدخل، لذلك قررا الوقوف على الدرج والالتصاق بالحائط. فَعَلا ذلك لأننا نسمع دائما أنه في مثل هذا الوضع، يُنصح بالاختباء في بيت الدرج، لكن ليس لدينا درج. الدرج الوحيد لدينا هو ثلاث درجات عند المدخل. لكن الصاروخ سقط على الأرض في الخارج، بجانب المدخل الذي وقفا فيه، على بعد أمتار قليلة منهم. قتلهما فورا. كما تسبب في أضرار جسيمة لمنزلنا.

وصفت سوزان زوجها بأنه "رجل محب ومعطاء ومتواضع":

كان يعمل بالحديد، ويجتهد لتوفير كل شيء لعائلته. بالنسبة له، كان توفير تعليم جيد لأطفالنا على رأس أولوياته. كان حلم ابنتي أن تصبح طبيبة لمساعدة الآخرين والمساهمة في المجتمع. كانت موهوبة جدا. عُرفت في المدرسة بأنها طالبة متميزة وشاركت في عديد من المشاريع والأنشطة المدرسية. درست بجد واستثمرت كثيرا للحصول على درجات جيدة لتتمكن من دراسة الطب في إسرائيل. أحبت الفن والموسيقى كثيرا وتعلمت [مؤخرا] على الإنترنت كيفية عزف الغيتار. أحبت ذلك كثيرا، رغم أنها كانت أفضل في العزف على البيانو.

ما زلتُ مصدومة ومتألمة، لا أستطيع أن أصدق أنهما رحلا، ولن يكونا معي بعد الآن. من الصعب عليَّ العودة إلى حياتي الروتينية، ومن الصعب أن أستأنف عملي. قبل هذه المأساة، كنت أعمل في متجر لبيع الملابس، ولم يعد بإمكاني القيام بذلك بعد الآن. ينبغي ألا يعاني أحد هكذا. أصلي من أجل السلام للجميع، من أجل الفلسطينيين والإسرائيليين، وآمل أن تجلب هذه المأساة مزيدا من الاهتمام لدهمش وآمل أن تصبح الظروف هنا أفضل.

إيدو أبيغيل في سديروت، 12 مايو/أيار

قتل هجوم صاروخي فلسطيني إيدو أبيغيل (5 أعوام) في سديروت قرب غزة، في 12 مايو/أيار. أصاب الصاروخ الغرفة الآمنة في شقة عائلة إيدو وجرح أيضا سبعة أفراد آخرين من عائلته، بينهم والدته وشقيقته وعمرها سبعة أعوام. أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن والد إيدو، عساف أبيغيل، الذي لم يكن في المنزل وقت الهجوم، قال في تأبين ابنه: "أنا آسف أن القذيفة أصابتك بدلا مني... سأعيش مع فجوة في قلبي إلى الأبد". أضاف عساف: "أتمنى أن تكون أنت آخر أضحية وأن تكون هذه آخر مرة يدفن فيها أب أو أم طفله".

حددت السلطات الإسرائيلية هوية المدنيين الآخرين الذين قتلوا في إسرائيل نتيجة الهجمات الصاروخية وقذائف الهاون الفلسطينية وهم: سمية سانتوش (32 عاما)، مواطنة هندية تعمل في عسقلان؛ نيلا غوريفيتس (52 عاما) من عسقلان؛ أورلي ليرون (52 عاما)، من قرية نيتاعيم التعاونية، جنوب تل أبيب؛ مريم آري (82 عاما) من قرية شتوليم التعاونية قرب أشدود، جنوب إسرائيل؛ غيرشون فرانكو (55 عاما)، من رامات غان قرب تل أبيب؛ هافا فاكنين (73 عاما) من حولون قرب تل أبيب؛ سيخارين سنغامرام (24 عاما)، مواطن تايلاندي يعمل في قرية أوهاد التعاونية قرب غزة؛ يراوات كرنبوريراك (44 عاما)، مواطن تايلاندي يعمل أيضا في أوهاد.

صواريخ فلسطينية أصابت غزة عن طريق الخطأ

 بعض الصواريخ الفلسطينية - 680 بحسب الجيش الإسرائيلي- فشل إطلاقها ولم تصل إلى وجهتها، فأصابت غزة، وأوقعت في بعض الحالات قتلى وجرحى. لم تقدم سلطات حماس معلومات حول عدد الصواريخ التي أطلقتها بشكل خاطئ أو عدد الأشخاص الذين قتلوا نتيجة ذلك في غزة، ولا توجد تقديرات مستقلة دقيقة.

 مقتل سبعة مدنيين في جباليا، قطاع غزة، 10 مايو/أيار

توصلت هيومن رايتس ووتش، بناء على روايات شهود عيان خلال زيارات ميدانية، ومخلفات الذخيرة، ومراجعة فيديوهات، إلى أن صاروخا فلسطينيا أُطلق بطريقة خاطئة في مدينة جباليا في شمال قطاع غزة مساء 10 مايو/أيار، فقتل سبعة مدنيين، بينهم طفلان.

زارت هيومن رايتس ووتش الموقع في 14 و26 يوليو/تموز، وتحدثت مع عشرة شهود على الغارة وما بعدها. نحجب أسمائهم حفاظا على سلامتهم.

انطلق الصاروخ قرابة 6 مساء 10 مايو/أيار، وسقط في شارع الشهيد صالح دردونة، على بعد نحو 20 متر من الجامع العمري في جباليا. قال ثلاثة بالغين وطفل كانوا في الشارع حينها إنهم رأوا صاروخا يرتفع في السماء فوقهم ثم يسقط في الشارع. قال اثنان من البالغين إنهما شاهدا الصاروخ قادما من الشمال الغربي. سمع شخص رابع صوت إطلاق صاروخ وشاهده يسقط أمام محله.

قالت زوجة أحد القتلى:

كان [زوجي] قد عاد لتوِّه من العمل. اشترى حلويات وملابس جديدة للجميع، استعدادا للعيد [عيد الفطر]. قبل أن يغادر، أعطى الأطفال بعض الحلوى وقبّلهم وعانقهم. ثم طلب مني رعاية الأطفال، لأنه أراد شراء شيء آخر. أخبرني أنه لن يتأخر، لأنه كان يشعر بالتعب. لكنه لم يعد قط.

 قال صاحب متجر في المنطقة:

كان الناس يتجمعون [في الشارع] ويشاهدون الصواريخ في السماء. رأيت صاروخا يدور في الهواء ثم سقط وانفجر، على بعد حوالي عشرة أمتار من مكان وقوفي. كان هناك دخان. رأيت القتلى والجرحى. لم أستطع تحمل ما رأيته. انهرتُ... رأيت الطفل محمد شعبان، كانت عيناه تنزفان.

قال قريب قتيل آخر:

حوالي الساعة 6 مساء كنت أقف قرب مدخل السوق المحلي في شارع الشهيد صلاح دردونة. كنت قرب حوالي 50 شخصا قريبين من بعضهم في الشارع. كان بعضهم هناك لجلب الطعام للفقراء، الذي يطبخه الأهالي الراغبون في مساعدة الفقراء خلال شهر رمضان.

فجأة سمعت وابلا من الصواريخ تنطلق، فنظرت لأعلى ورأيتها ترتفع في الهواء. رأيت صاروخا يرتفع على شكل حلزوني ثم سقط في منتصف الشارع على بعد حوالي 10 أمتار من مكان وقوفي.

قال إن من بين القتلى والمصابين في الهجوم أب وطفل يغسلان سيارة، ورجل يركب دراجة نارية، وطفل قادم لإحضار طبق طعام، وامرأة تخرج من محل تصفيف الشعر، وطفل يلعب أمام متجر دراجات. قال إنه تحدث فيما بعد إلى شخص علم بما حدث وقال له إن "ستة صواريخ أطلقت من منطقة الشيخ رضوان" في جباليا، وهي منطقة تجارية وسكنية على بعد كيلومتر من مكان سقوط الصاروخ، وسقطت جميعها على مناطق مجاورة مختلفة.

حدد أقارب الضحايا ووزارة الصحة في غزة الضحايا: براء الغربلي (6 أعوام)، مصطفى محمد عبيد (14 عاما)، موسى خميس جنيد الزين (20 عاما)، رائد أبو وردة (33 عاما)، نبيل نعمان دردونة (24 عاما)، عصمت الزين (50 عاما)، بشير علوش (54 عاما). كما أصاب الصاروخ 15 شخصا، بينهم خمسة أطفال، بحسب أقارب المصابين وآخرين يعرفونهم.

أظهر أصحاب المتاجر المجاورة بقايا ذخيرة لـ هيومن رايتس ووتش قالوا إنهم انتشلوها من الشارع أو من داخل المحلات التجارية القريبة يوم الحادث. تشير البقايا إلى أن الأسلحة المستخدمة كانت صواريخ مماثلة في الحجم والحمولة لصواريخ المدفعية غير الموجهة من طراز "غراد". كان حجم ومدى الانفجار والأضرار التي لحقت بالجدران القريبة من مكان الحادث جراء الشظايا متسقة مع انفجار هذا النوع من الذخيرة.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة