Skip to main content

إيران: وفاة كاتب في الاحتجاز

إهمال على ما يبدو في توفير الرعاية الطبية لبكتاش آبتين

بكتاش آبتين. © 2020 خاص

(بيروت) – قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن وفاة الكاتب والشاعر بكتاش آبتين في الاحتجاز تدل على الوضع البائس الذي خلقته السلطات الإيرانية لمنتقدي الحكومة المسجونين. على المسؤولين الإيرانيين إجراء تحقيقات شفافة ونزيهة في الوفيات الأخيرة المبلغ عنها في الاحتجاز جراء الإهمال المزعوم، ومحاسبة المسؤولين، والإفراج عن جميع المعارضين المحتجزين دون وجه حق.

في 8 يناير/كانون الثاني 2022، ذكرت "جمعية الكُتّاب الإيرانيين" أن آبتين (47 عاما)، الذي كان يعاني من العدوى الثانية بفيروس "كورونا" منذ احتجازه في سبتمبر/أيلول 2020، توفي في مستشفى في طهران. وُضع آبتين، المسجون على خلفية تهم تعسفية متصلة بالأمن القومي، في غيبوبة مُستحثّة طبيا في الأسبوع الأول من يناير/كانون الثاني بعد التأخر المزعوم لسلطات السجون في نقله إلى منشأة طبية خارجية عندما ظهرت عليه الأعراض. ذكرت جمعية الكتاب أن السلطات ضغطت على عائلة آبتين لدفنه بسرعة أكبر مما كانت تخطط له.

قال تارا سبهري فر، باحثة أولى في شؤون إيران في هيومن رايتس ووتش: "يتحمل مسؤولو العدالة الإيرانيين مسؤولية وفاة بكتاش آبتين، الذي ما كان ينبغي أبدا أن يُحتجز لعمله. عندما تتواصل وفاة السجناء في ظل غياب تام لاكتراث السلطات بحياتهم، تكون جميع الوعود السابقة للحكومة حول التحقيق في انتهاكات الاحتجاز جوفاء".

آبتين ثاني سجين في إيران يتوفى منذ بداية 2022. في 1 يناير/كانون الثاني، نقلت "وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان" وفاة كيان عادلبور في "ظروف غامضة" بعد بدئه إضرابا عن الطعام في سجن الأهواز احتجاجا على قضيته. توفي الناشطان ساسان نيكفنس وبهنام محجوبي في السجن في 2020. زعمت عائلاتهما أن سلطات السجن أخّرت أو قيّدت حصولهما على الرعاية الصحية.

ذكرت جمعية الكُتّاب عدم تلقي آبتين الرعاية الطبية لمدة أربعة أيام في السجن قبيل نقله إلى مستشفى طالقاني. بقيت أسرته تجهل حالته الطبية لعدة أيام. قدّم آبتين منذ بداية سجنه دون جدوى طلبات للإفراج عنه لأسباب طبية جراء مشاكله الصحية التي قد تكون تفاقمت بسبب كوفيد-19. سبق أن أدخِل إلى المستشفى في أبريل/نيسان 2021، عندما أصيب بـ كوفيد-19 أول مرة.

في 15 مايو/أيار 2019، حكم الفرع 28 من المحكمة الثورية في طهران على آبتين والمتهمين معه، كيوان بازان ورضا ماهابادي، بالسجن ست سنوات بتهمتي "التجمع والتواطؤ للعمل ضد الأمن القومي" و"الدعاية ضد الدولة"، وهما تهمتان لهما دوافع سياسية ناتجتان عن قيادة آبتين لـ "جمعية الكتاب الإيرانيين" والدعوة ضد الرقابة الحكومية. استدعتهم السلطات لبدء أحكامهم في سبتمبر/أيلول 2020، حتى مع أن موجة سابقة من الوباء كانت تجتاح السجون الإيرانية.

خلال السنة الأولى من تفشي كورونا، ذكرت تقارير إطلاق السلطات الإيرانية سراح 850 ألف سجين بشكل مؤقت أو دائم، لكن عشرات المعارضين السلميين استُثنوا من هذه التدابير.

تُكرر هيومن رايتس ووتش دعوتها المقدمة في بيان مشترك في 7 يناير/كانون الثاني التي حثت فيها السلطات الإيرانية على الإفراج عن المُحتجزين ظلما، وعدم استدعاء السجناء السياسيين لقضاء عقوبتهم في وقت لا تزال فيه الظروف داخل سجن إيفين وغيره من المرافق غير آمنة.

قالت سبهري فر: "ندعم عشرات السجناء السياسيين الإيرانيين الذين حمّلوا مؤخرا الحكومة والقضاء المسؤولية عن تهيئة الظروف التي تعرض حياة المنشقين المسجونين لخطر جسيم".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.