Skip to main content

ذكرى أليمة جديدة تمرّ على غزة

عام على المعارك الدموية التي قتلت عشرات المدنيين

أشخاص في قطاع غزة يقفون إلى جانب موقع برج الشروق المنهار جراء غارة إسرائيلية في 12 مايو/أيار دمّرت المبنى بكامله، وهو كان مقرّ العديد من الشركات، وأدّت إلى انهيار جزء منه على مبنى السوسي، ما أدى إلى تدمير مؤسسات تجارية أخرى وتشريد عائلات عدّة. © 2021 محمد تلاتين/أسوشيتد برس

يسألني الأصدقاء في الخارج غالبا عن تأقلمي مع الوضع في غزة بعد تصعيد العام الماضي. أجد صعوبة في العثور على كلمات تصف الرعب وأنا مستيقظة طوال الليل وانا غير متأكدة إذا ما كنت سأرى ضوء النهار مرة أخرى، ومعاناة الذين أجريت معهم مقابلات ممن نجوا من الضربات الإسرائيلية التي محت عائلاتهم من الوجود، وعذاب رؤية تحوّل أبراج غزة البارزة إلى جبال من الأنقاض.

فأجيبهم، لستُ بخير. لكنني على قيد الحياة.

قُتل 260 فلسطينيا في غزة، من بينهم 129 مدنيا و66 طفلا على الأقل خلال 11 يوما من المعارك التي بدأت في 10 مايو/أيار 2021، وفقا لأرقام الأمم المتحدة. كما قُتل 12 مدنيا في إسرائيل نتيجة الهجمات الصاروخية الفلسطينية العشوائية. وجاء التصعيد حينها بعد الممارسات التمييزية من جانب السلطات الإسرائيلية لإجبار الفلسطينيين على ترك ديارهم في القدس الشرقية المحتلة: هذه السياسات جزء من الجريمتين ضد الإنسانية المتمثلتين بالفصل العنصري والاضطهاد اللتين ترتكبهما السلطات الإسرائيلية ضد ملايين الفلسطينيين.

وثّقت "هيومن رايتس ووتش" ما يبدو أنها جرائم حرب ارتكبتها السلطات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية المسلحة أثناء المعارك.

ما زالت أصوات الانفجارات الشديدة، وسيارات الإسعاف، وروايات الناجين عن مشاهد الرعب من انهيار منازلهم عليهم. أتذكر رؤية الناس يتدفقون إلى الشوارع بعد وقف إطلاق النار احتفاءً بنجاتهم.

مع غياب الجهود الجادة في إسرائيل أو فلسطين لمحاسبة المحرضين على الجرائم الخطيرة، فإن الجولة التالية من المعارك دائما ما تبدو قريبة. فعادة ما تأتي قبل أن تنتهي عمليات إعادة الإعمار في غزة جرّاء المعركة السابقة. وفي الوقت عينه، تستمر القيود الشاملة التي تفرضها إسرائيل على حركة الأشخاص والسلع، ما يساهم في تقييد الخدمات الأساسية ويدفع 80% من السكان إلى الاعتماد على المساعدات الإنسانية.

أثناء سيري مؤخرا في شارع الوحدة في مدينة غزة، تذكرت كلمات عمر أبو العوف (16 عاما)، الناجي الوحيد من عائلته بعد الضربات الإسرائيلية التي قتلت 44 مدنيا في ذلك الشارع: "لماذا قتلوا عائلتي وتركوني يتيما؟ حتى ذلك اليوم، كان لدينا منزل. كان لدي عائلة. كان لكل فرد في الأسرة حلم. كل شيء اختفى في ثانية".

لستُ بخير، لكنني على قيد الحياة.

Correction

8/18/2022:

تم تعديل النسخة العربية من هذا المقال لمزيد من الدقة في وصف ما تعرض له الأشخاص الذين قُتلوا في الضربات الإسرائيلية.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة